التنمر الالكتروني بقلم د. اروى أخضر صحيفة آراء سعودية
شاعت في الآونة الأخيرة ظاهرة التنمر الإلكتروني على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يعاني الكثير من الأشخاص من هذا النوع من الإيذاء الذي يهدف إلى إيقاع الضرر بشخص ما «الضحية» من قبل الفئة الضالة، وذلك بالتعمد للقيام ببعض المضايقات الإلكترونية عليه، وقد يكون المتنمر الإلكتروني شخصا يعرفه المستهدف أو شخصا مجهول الهوية على شبكة الإنترنت.
تتعدد أشكال التنمر الإلكتروني التي قد تظهر من خلال محاولة إنشاء حساب مشابه لحساب الشخص، وانتحال شخصيته، ثم البدء في سلسلة من الانتهاكات المتعددة والمتنوعة، ونذكر على سبيل المثال منها بعض الأفعال والسلوكيات المسيئة كإغلاق حساب شخص له العديد من المتابعين على تويتر، وتنفيذ بعض الأفعال المتعمدة لتشويه صورة شخص ما، أو إرسال بعض الرسائل التي تهدف إلى الاستجداء أو طلب مبلغ مالي معين، أو الانضمام إلى مجموعات في الواتس آب لأغراض وأهداف غامضة، أو بغرض نشر الشائعات، أو إرسال رسائل مستفزة أو بعض المقاطع غير اللائقة، وإلى ما غير ذلك من السلوكيات.
تفسر عادة الأسباب التي دفعت المتنمر للجوء إلى مثل هذه الممارسة إلى الرغبة في السيطرة على الطرف الآخر، أو غيره شخصية كارتفاع عدد متابعيه في تويتر أو نقص في تقديره لذاته أو إدمانه على ممارسة السلوكيات العدوانية.
وأن من يقوم بهذه الأفعال التي تتعمد الإساءة للغير، غالبا ما يكون عديم الأخلاق، حيث تشير أفعالهم إلى وجود اضطراب نفسي لديه أو خلل في شخصيته، وقد رصدت الدراسات في الآثار النفسية والاجتماعية للفضاء الإلكتروني آثار التنمر الإلكتروني السلبية التي تتركها على الضحية.
وقد شددت النيابة العامة على المتنمر الإلكتروني في فرض عقوبات صارمة عليهم، حيث تنطبق عليهم المادة الثالثة من قانون الجرائم الإلكترونيَّة، التي تصل عقوبتها إلى السجن خمس سنوات وغرامة ماليَّة، ولمكافحة التنمر أطلقت منظمة الأمم المتحدة أن اليوم الرسمي لمكافحة التنمر هو 4 مايو من كل عام لبث ونشر ثقافة التعامل الإيجابي واحترام الآخر.
تعليقات
إرسال تعليق