التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رئيس ينتهج شعار فرعون بقلم د. اروى أخضر صحيفة آراء سعودية

 


رئيس ينتهج شعار فرعون

بقلم د. اروى أخضر صحيفة آراء سعودية 

من مظاهر الاستبداد التي تنطبق على الكثير من الرؤساء، ما ورد في القرآن الكريم من مخاطبة فرعون لقومه، وهو يهديهم لسبيل الرشاد «قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد» هكذا تكون عيون المستبد، عندما يتحكم في مرؤوسيه ويريدهم أن ينفذوا توجيهاته، وأن يغمضوا أعينهم ولا يرون إلا ما يراه وما يريده.

كم يحزنني ذاك المرؤوس الذي كاد -في أحد الأيام- يعلق برأيه ويعبر عن وجهة نظره حيال إحدى المتطلبات التي كلفه بها رئيسه، وما أن نطق بأول كلمة، إلا أن عيني ذاك الرئيس جحظت وبرزت أنيابه واستشر واقفا حتى يسكت ذلك المغلوب على أمره، وبالتالي استطاع بتلك الحركات أن يسكته.

ماذا عليك أن تفعل حيال هذا الرئيس المتسلط الذي انتهج شعار فرعون في فكره ومارسه في مؤسسته؟ يريدك أن تغمض عينيك وتعيش في عصره وأن تنتهج مبدأ «لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم» إلا ما تراه، وأن تكون مرؤوسا بلا صوت، يفرض عليك آراءه وأفكاره حتى توقع له على بياض، حتى يتصرف فيك ذاك الرئيس كوصي على شؤونك، وإن خالفته وقعت الطامة الكبرى عليك، وحظرك من الوجود.

لقد تناسى ذلك الرئيس قول الله تعالى «وأمرهم شورى بينهم» إن وجهات النظر لا تعرض إلا بالحوار والتفاهم، واحترام وتقدير تلك العقول التي يديرها، والقدرة على تقبل الآراء حتى وإن خالفته في فكره، وقد أغفل أن في اختلاف العقول ثراء.

هذا الأسلوب الفرعوني الذي تبناه ذلك الرئيس يجب أن يُقمع حتى لا يتجاوز حدوده، وعليه أن يراجع عقله ويشاور غيره حتى يرى أفكار الآخرين من حوله، وأن يعرف أنه ليس صاحب القرار المطلق في مؤسسته، وأن السلطة التي اؤتمن عليها مسؤولية عظيمة، تنكشف فيها أخلاقه ومبادئه وقيمه في أول يوم من توليه هذا المنصب، يقول مونتسكيو: إذا أردت أن تعرف أخلاق رجل، فضع السلطة في يده، ثم انظر كيف يتصرف.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقال "لا تكن ببغاء" للدكتورة أروى أخضر

مقال "لا تكن ببغاء" للدكتورة أروى أخضر صحيفة آراء سعودية العدد 335 لسنة 2019 لا تكن ببغاء د. أروى علي أخضر دكتوراه الفلسفة في الادارة التربوية مشرفة عموم بوزارة التعليم نتفق جميعنا على أن الببغاء طائر يتمتع بشكل جميل وجذاب ذو ألوان زاهية, ذكي اجتماعياً, من أهم ما يميزه مهارته في  التقليد وترديد كلام الناس بأصوات متعددة ومتنوعة كذلك يعتبر من الطيور المسلية لقدرته على الغناء. هناك نماذج من الشخصيات الانسانية أخذت الببغاء قدوة لها رغم ان ما يميز الانسان عن الحيوان هو رجاحة عقله, لذا يُعاب على الانسان أن يكون "شخص ببغائي" ويقلد ما يقوله الآخرين  بمعنى أنه يردد مصطلحات وعبارات لا يعي ولا يفهم معناها , قد يكون سمعها أو قرأها ثم حفظها , ليتباها بها أمام الآخرين , وكأنه يجاريهم حتى ينبهروا بمصطلحاته وكلماته الجذابة, ويعتقدون أنه قد أصبح يعي ما يتحدث به. هذا الانسان الببغائي أخذ الحفظ والتقليد مسار حياة له كإجادة الببغاء للأصوات المتعددة, بعد التلقين المستمر, وأصبح يعيش بلا هوية حقيقة تمثله؛ لأنه تبنى كلام بعقل ببغائي فهو لا يمثله وليس له إنما أقحم نفسه ...

⁩ مقال الدكتورة أروى أخضر بعنوان الخدمات التربوية لذوي زارعي القوقعة بوزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية في العدد(٥٤) من مجلة آفاق

‏⁦ @afaq_mag ⁩ مقال الدكتورة أروى أخضر بعنوان الخدمات التربوية لذوي زارعي القوقعة بوزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية في العدد(٥٤) من مجلة آفاق  http://gesten.ksu.edu.sa/sites/gesten.ksu.edu.sa/files/imce_images/54_0.pdf ‏⁧#مجلة_آفاق⁩  ‏⁧#جستن⁩

حرك النرد وخذ فرصتك بقلم د. اروى أخضر

 حرك النرد وخذ فرصتك بقلم د. اروى أخضر  صحيفة آراء سعودية   في كل محطة من محطات الحياة تكون هناك لك فرصة فيها ، وهناك فرص متعددة مطروحة أمام كل شخص ، ولكن القليل من ينتهزها . ابحث عن الفرص أينما كُنت كي تستثمرها "حرك النرد وخذ فرصتك منها" Roll the Dice" " قيل هذا المثل للاقدام وانتهاز الفرص في هذه الحياة ويقول المثل "حرك النرد إذا كنت ستحاول المضي قدمًا وإلا فلا تبدأ" وعندما تواجهك موجات من التقلبات في هذه الحياة لا تفقد الأمل عند غياب الفرص، ، الحمد لله على نعمة الايمان وأملنا بالله تعالى بأنه قادر على أن يبدل حالنا إلى الأفضل في كل موجة من موجات هذه الدنيا. وكما أن للزهرة ست أوجه , وكل وجه يحمل عدد معين من النقاط ، والذي يعبر عن رقم محدد ، ففي كل مرة تحرك النرد تبحث لك من خلالها عن فرصة جديدة ، إن تحريك النرد فيها نوع من المتعة والمنافسة الشريفة وتعمل على تنشيط العقل حتى تجد الفرصة . إن تحريك النرد في كل مرة ، يمنحك رقماً مختلفاً فاستثمر كل فرصة ممنوحة لك ، كما أن هذا التحريك قد يتطلب منك تعديل طفيف أو انحراف بسيط عن المسار الذي تسير عليه ، و...