قدمت استقالتي بقلم د. أروى أخضر صحيفة آراء سعودية
قدمت استقالتي من هذه الحياة وتوافه الدنيا، ومن كل ما ينغص حياتي، قدمت استقالتي من الركض وراء هذه الدنيا وزهدتها، فلم يتبق من العمر إلا قليل، ابتعدت عن كل ما يشقيني ويتعبني في تحصيل مرادي، تركت الصراعات والجدال وكل خلاف لا ينفع، قدمت استقالتي من كل ما يأخذ وقتي وجهدي بلا فائدة، أغلقت أذني عن سماع القيل والقال.
وابتعدت عن السفهاء وأصحاب القلوب السوداء الذين يغارون ويحقدون ويكرهون ويحسدون، غادرت وتركت متقلبي المزاج يصارعون الحياة وحدهم، أخرجتهم جميعا من حياتي وروحي وعقلي، وقدمت استقالتي منهم.
حياتنا محطات، في كل محطة من قطار هذا الزمن عليك أن تقف مع نفسك لحظة تأمل لتراجع حساباتك، وتتعلم من تجاربك، وتبحث في مدى صحة توجهاتك لتعيش في هدوء وسلام، ولتتمكن من التحكم في مشاعرك وتوجهها للوجهة الصحيحة.
لا تنتظر جمال حياتك من أحد، فالحياة ماضية ومستمرة، فلا تحملها ما لا طاقة لها، اطمئن، فكل ما كتبه الله لك آت لا محالة، فالله أحن عليك من ألف كتف.
في كل يوم ادفع نفسك للأمام وحب ذاتك، فنفسك أولى بالحب، التزم الصدق فلا يوجد إرث أغنى منه، حب كل الناس، واهتم بمن يهتم بك، عش لتسعد الآخرين حتى يبعث الله لك من يعيش ليسعدك، فلا شيء يعادل نيتك الطيبة.
قدمت استقالتي، لأغسل قلبي كما أغسل وجهي عدة مرات باليوم، فما الحياة الدنيا إلا عطش بلا ارتواء، وجوع بلا شبع، وتعب بلا راحة، تذكر عبارة مصطفى محمود عندما قال: عامل الناس بجمال قلبك وطيبته ولا تنتظر ردا جميلا.
قدموا استقالاتكم عاجلا بقلوب راضية وبنية صافية لتبنوا سعادتكم من جديد، عيشوا في أعماق الحياة واتركوا قشورها، وتعاملوا معها مثل النهر الجاري، وتذكروا أن هذا الوقت سيمضي.
تعليقات
إرسال تعليق