دموع التماسيح بقلم الدكتورة أروى أخضر صحيفة آراء سعودية
يتمتع بعض الأشخاص بإجادة مهارة النفاق والغش والخداع والتضليل والبكاء الكاذب بفن، وهو ما يمكن تشبيهه بدموع التماسيح «Crocodile tears» ولكسب الود والرضا مع الرئيس المباشر لهم، يتغنجون بأصواتهم، متقمصين دور الشخص الأقل حظا والمغلوب على أمره.
العديد من المواقف التي شاهدها الكثيرون يرون فيها دموعهم الزائفة المصاحبة لأسنانهم الحادة، ويلتهمون كل من أمامهم، كما يقبض التمساح بفكيه على فريسته، ولكنهم أمام رؤسائهم يستجدون عطفه بمشاعرهم الكاذبة المزيفة، وكأنهم المساكين، فهو لا يرى منهم إلا دموعهم.
إن دموع التماسيح لا تذرف إلا عند التهام وجبته، كما يفعل هؤلاء البشر التي ترى دموعهم المخادعة، تشع من أعينهم الحقد والعداوة والبغضاء المتلبسة بالدموع الاصطناعية، وكأنهم يعزفون على وتر العاطفة الوهمية، يستهدفون بها خداع رئيسهم، ومن أهم ما يميزهم قدرتهم الفائقة على الرؤية في الماء العكر، لذلك فهم يتكاثرون في المؤسسات ذات البيئات غير الصافية، كما أن هذه التماسيح المخادعة تنام بعين واحدة بينما تبقي الأخرى مفتوحة لمراقبة المخاطر من حولها، لأنهم يعلمون أنهم ذو نوايا خبيثة ويخشون أن يقعوا في شر أعمالهم، ما جعلهم يخبئون جسمهم تحت الماء حتى لا ينكشفون بسرعة.
إن السباحة في الماء مع التمساح تغرير، والذنب فيه لمن دخل عليه موضعه، فقد أصبح البعض يخشى دخول «مؤسسة التماسيح» حتى لا يراها متسطحة في مكاتبها، حتى إذا دخل الموظف عليهم خشي في ذلك اليوم أن يكون إحدى ضحاياهم ووليمتهم اللذيذة، وتتحول تلك المؤسسة إلى مصيدة التماسيح التي تهاجم كل شخص لا يكون على شاكلتهم، ومن المعروف أن التمساح لا يأمنه عدو ولا صديق، ألا تعلم أنه من أكبر الزواحف البرمائية الآكلة للحوم.
فاحذر أيها الرئيس أن تتعرض لخداع ذلك التمساح، فلا تخدعك دموعهم، حتى لا تقع بين أنيابهم، فالتمساح يذرف الدموع بعد أن يلتهم فريسته، احذر أيها الرئيس فقد تكون أنت الفريسة القادمة
تعليقات
إرسال تعليق