شكرا.. الشفقة غير مطلوبة
في بيتنا طفل من ذوي الإعاقة، تختلف ردود أفعال الوالدين عند ولادة طفل من ذوي الإعاقة الذي يجعلهما في حزن شديد وعدم التصديق، ما يدفعهما إلى استشارة أكثر من أخصائي لمحاولة نفي الحقيقة، وقد يشعران بالغضب والخجل إلى أن يصلا في كثير من الأحيان إلى الاستسلام وقبول الواقع بشكل تدريجي.
تعتبر المرحلة العمرية المبكرة من حياة الطفل من ذوي الإعاقة أكثر السنوات حرجا للأسرة والطفل، على حد سواء، ففي هذه المرحلة يبدأ التغيير الجذري لأدوارهما في الحياة، كما تبدأ الرحلة الجديدة مع هذا الطفل، وكثيرا ما تمر بهما لحظات من الإحباط والفشل وربما الحزن أو الخجل من الناس بسبب إعاقة طفلهما، حيث تقوم بعض الأسر بالتستر عليه وإخفائه عن العالم الخارجي.
إن خجل الأسرة من طفلهما يؤثر وبشكل كبير جدا على تعاملهما معه، فالطفل مهما كانت إعاقته، وحتى لو كانت شديدة، يشعر بوجود الأسرة حوله ويتفاعل نفسيا مع حنانهم عليه.
إن تجاوز مرحلة الصدمة منذ ولادة الطفل من ذوي الإعاقة أمر مهم، وله دور أساسي في نجاح ودعم هذا الطفل، ويقع العبء الأكبر على الأم في رعاية طفلها، كما تحمل الأمل في قلبها والصبر والاحتساب بقضاء الله وقدره، وفي حال شفائها من مرحلة الصدمة تشعر بالفخر به، وذلك لأن الله منحها من يكون سببا في دخولها الجنة، بإذن الله.
ونحب أن نؤكد هنا أن نظرة المجتمع ورفع مستوى نضج أفراده هو الأساس في تشكيل هوية هذه الأسرة، من حيث التقبل والدعم والتعاون، مع مراعاة ألا تكون هناك تسميات سالبة أو علامات من السخرية أو الاستهزاء أو علامات الرثاء والعطف والشفقة، فشكرا أيها المجتمع، التعاطف الإنساني ليس بالشفقة، فالشفقة غير مطلوبة منكم، بل تنتظر الأسر منكم وتعول عليكم في الأخذ بيد هذا الطفل واحترامه والثقة به وبقدراته، والأخذ بيده ومساعدته للتغلب على كل العوائق التي قد تواجهه وإعطائه كل حقوقه لتسهيل دمجه وتعايشه في المجتمع.
تعليقات
إرسال تعليق