غياب المناهج الحقلية
ترجع بدايات المناهج «البحوث» الحقلية «Field Approach» إلى البحوث الأثنروبولوجية، حيث قام علماء الأثنروبولوجيا بجمع البيانات باستخدام الملاحظة بالمشاركة للتفاعل مع الأشخاص وفهم واقعهم في بيئاتهم المختلفة، كما وتتعدد مسميات البحوث أو المناهج الحقلية «Field Approach» إلى الملاحظة بالمشاركة «Participant Observation» دراسة الحالة، «Case Study» الدراسات الإثنوجرافية «Ethnography» البحوث الكيفية النوعية «Qualitative Research».
تُعنى المناهج الحقلية بدراسة الظاهرة في الحقل، وغالبا ما تُطرح أسئلة بحثية تركز على العمليات النشطة في المشاهدة الاجتماعية المختلفة دون أن يتحكم الباحث بالموقف، أو إجرائه لأي عملية معالجة.
للباحث عدة أدوار محتملة في البحوث الحقلية الميدانية، إما أن يكون فيها ملاحظا أو مشاركا سواء كان ذلك بالطريقة التفاعلية أو غير التفاعلية، وغالبا ما تكون العينات في البحث الحقلي هي عينات غرضية أو قصدية، ولديها ثراء معلوماتي لدراستها والتعرف عليها وتحليلها .
إن مصداقية هذا النوع من البحوث يتوقف على الاستراتيجية أو الأسلوب، ولغة المشاركين الحرفية، والعوامل منخفضة التدخل، والباحثين المتعددين، والمعلومات المسجلة آليا، وعلى الباحث والمشارك، ومدى تفحص الأعضاء، ومراجعة المشاركين، وأخيرا الحالات السلبية «أبو غزال 2002» كما وتعتمد صياغة النتائج غالبا على الطريقة السردية وقوة التحليل المدعمة ببعض الاقتباسات المنقولة عن عينة البحث.
إن نجاح البحوث الحقلية يتوقف على الأخلاقيات بشكل رئيس وأمانة الباحث، كما يتطلب التطبيق الصحيح للبحث الحقلي نوعا خاصا من الباحثين المؤهلين تأهيلا عاليا، حتى تكون صدق نتائج هذا النوع من البحوث عاليا، لأنها تدرس دقائق الاتجاهات والمشاعر التي يصعب دراستها باستخدام الأساليب الكمية، ويكون تفسير المعلومات مبنيا على الاحتكاك المباشر بالغير في الحقل «رجب 2003»
وعلى الرغم من مميزات المناهج الحقلية، إلا أنه يُعاب عليها أنها تستغرق وقتا طويلا جدا، كما يصعب التحكم في سلوك الأفراد من قبل الأبحاث، لذا نجد أن غيابها ما زال مستمرا وبشكل ملحوظ من قبل الكثير من الباحثين .
أتساءل: هل نحن بحاجة إلى إيقاف المناهج الوصفية لفترة، حتى يمكننا الخوض في البحوث الحقلية، أم أننا بحاجة إلى توجيه وتكليف بعض الباحثين المؤهلين لتنفيذ مثل هذه البحوث لمقارنة نتائج البحوث الوصفية بنتائج البحوث الحقلية ولمعرفة الحقول التربوية على حقيقتها؟.
تعليقات
إرسال تعليق