منطقة الراحة بقلم د. أروى أخضر صحيفة آراء سعودية
يدرك الجميع أن أكبر عدو للتحسين، هو البقاء في منطقة الراحة «comfort zone» بالرغم من أنها منطقة تشعرك بالأمان وتحيطك بكل ما هو مألوف وواضح، ممزوجة بالروتين المعتاد، إلا أننا نجد أن أصحاب الكفاءات لا يحبون البقاء في هذه المنطقة، بل يخرجون إلى أعلى مراتب هذه المناطق، وهي منطقة النمو، التي تسمى أيضا بمنطقة الشجاعة، لأن لها فرصا سريعة، كما فيها نسبة من المخاطرة الممزوجة بالتحديات واحتمالية الفشل فيها واردة.
إن بقاء الشخص في فخ الراحة لن يجعله ينمو أو يتقدم، طالما بقي فيها، لأنها مرحلة مزيفة تمنعه من تجربة كل جديد، خصوصا في أوساط العمل، لذلك بعض المديرين يحاولون فرض قيود على الشخص الموظف في منظماتهم، ويعمدون إلى إبقاء ذوي الكفاءات منهم في هذه المنطقة، ويفرضونها عليهم كنوع من الحصار الذي يقيد أعناقهم، لأنهم يدركون تماما خطورتها عليهم، فهي تقتلهم كونها تحد من كسبهم للمعارف والمهارات، ومن نموهم وإنتاجيتهم، وتحقيق ذواتهم، فإذا كنت أحد هذه الضحايا فلا تستسلم للتحديات وواجه الضغوط، وتذكر دوما قانون يركس دودسون «إن الشعور بالراحة يؤدي إلى عدم النمو، ولإحراز التقدم عليك أن تشعر بالضغط»
إن طوق النجاة من هؤلاء المديرين الذين يمارسون أسلوب الضغط المستمر عليك، لقمعك، هو الخروج من منطقة الراحة وأن تحدد هدفا تريد الوصول له، مع إجراء بعض التغيير في تصرفاتك مع هذا المدير وأن تجرب معه كل الطرق والمحاولات الجديدة والمواجهة الحقيقية لتحقيق أهدافك، إلى أن تخرج من هذه المنطقة حتى تحقق إنجازاتك.
إن حياتك الحقيقية ستبدأ بمجرد خروجك من هذه المنطقة، والخروج منها أمر أساسي لاكتشاف شغفك وإيجاد السعادة التي تبحث عنها، حيث يبدأ التطوير والتغيير فيها لجعلك أكثر تميزا، وكما يُقال فالأشياء العظيمة لا تأتي أبدا من منطقة الراحة «Great things never come from comfort zones» وقد أكد ذلك «نيل د. والش» بقوله: إن الحياة تبدأ في نهاية منطقة الراحة الخاصة.
تعليقات
إرسال تعليق