ولدي أمانة بقلم د. أروى أخضر صحيفة آراء سعودية
كثيرا ما يتردد على مسامعنا عبارة مؤلمة بصوت أم مكلومة «ولدي أمانة عندكم لا تخلوه» هذا هو شعور كل أم وأب لديهم طفل من ذوي الإعاقة، حيث يتركز تفكيرهم وهمهم في مستقبل فلذة كبدهم، وفي الشخص الذي سيكون قادرا على رعايته بعد وفاتهم.
كل أسرة كتب الله لها طفلا من ذوي الإعاقة، صرخت بأعلى صوتها المغمور بالحزن الدفين بعبارة «أين سيذهب طفلي بعد وفاتي» أصبح هاجسها الأول والأخير هو أن تدعي الله أن يطيل في عمرها لترعى طفلها.
لا يخفى عليكم أيها القراء الكرام أنني أعيش هذه الصرخة، تجدونني بين الحين والآخر أوصي بناتي وإخواني وأهلي، بالاهتمام بابني الذي قدر الله له أن يكون من ذوي اضطراب طيف التوحد، أهيئ لهم وأشرح سلوكياته ومتطلباته وكيفية التعامل معه، خوفا من أن يتوفاني الله ويضيع ابني، وكل ذلك لأني أعلم أن القدر مكتوب، والموت قادم لا محالة.
أدرك تماما أن التخطيط المستقبلي في الرعاية للأبناء لما بعد الممات صعب وغير منطقي، وقد يكون نوعا من التشاؤم، لأن هذا التفكير المتعمق يُعد من الغيبيات، ولكنه شعور كل أم وأحاسيس متواصلة تراود أفكارنا ليل نهار.
أهمس في أذن كل أسرة ولنفسي قبلكم، أنه ما دمنا مؤمنين بقضاء الله وقدره فيجب أن نكون على ثقة بأنه تعالى سيتولاهم برعايته وحفظه، ونستودعهم عند الله «فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين»
إن معنى «أمانة الأبناء» هو أن ينصرف تفكيرنا عن ماذا يحدث لأبنائنا بعد موتنا، إلى ماذا سنقدم لأبنائنا في حياتنا؟ مع التحلي بالصبر والحمد والاستعانة بالله -عز وجل- في أمورنا كلها.
لذلك أطرح مقالتي هذه، لعلي أجد أنا وبعض الأسر ممن نتشارك نفس التجربة بعض الحلول لقضيتنا، وأن نتكاتف سويا بفكر واحد لمستقبلهم، ماذا تتوقعون الحلول المناسبة التي يمكن أن تضمن معيشتهم؟ ما الحماية القانونية التي تدعم حياتهم؟ هل هناك إجراءات ينبغي أن نقوم بها لضمان حياتهم بشكل ملائم؟ أتقبل الردود والتعليقات والحلول والأفكار المطروحة بهذا الشأن، ونسأل الله أن يوفقنا جميعا، ويحفظهم لنا.
تعليقات
إرسال تعليق