أين حقوق الموظف غير المرئي بقلم د. أروى أخضر صحيفة آراء سعودية
من المتعارف عليه أن يكون الموظف شخصا «مرئيا» أمام الجميع، في مؤسسته، بمعنى أن يقوم بمهامه وواجباته التي كُلف بالعمل عليها، ويُشارك في جميع ما يتعلق به أو بما يقع ضمن دائرته، وبالطبع تأشيرته ستحفظ له حقوقه، وكذلك سيتحمل مسؤولية ما يكتب، سواء كان ذلك إيجابا فيُشكر عليه ويتم تقديره، وفق ما كُتب، أو سلبا، فيسأل عنه ويحاسب عليه.
كثير من الموظفين المتميزين لا يحتاجون إلى كلمة ثناء أو عبارة شكر على ما يقدمون به من أعمال، باعتبار أنهم مدركون تماما أن ما يقومون به يندرج تحت مهامهم ومسؤولياتهم، وأن فهمهم لهذا الأمر يفوق اهتمامهم بكلمة الشكر، أو تقدير مدير الإدارة لعملهم.
ولكن هناك مصطلحا جديدا في علم الإدارة سميته «الموظف غير المرئي» وهو ذلك الموظف المسكين المغلوب على أمره الذي يجمع منه مدير الإدارة خلاصة فكره وعصارة جهده، ويجمعها وينمقها ثم يقدمها كمقترحات تطويرية ومبادرات، دون أن ينسب الفضل لصاحبه.
مسكين أيها الموظف، إنك أصبحت موظفا شفافا أو موظفا خلف الكواليس، فلا أحد يُدرك أو يعرف أنك صاحب هذه الأفكار الجميلة والمسطرة في تلك المقترحات، وخصوصا في ظل فرض حجب تأشيرتك الجانبية الصغيرة، وقد يتمادى الأمر إلى سعي المدير أحيانا إلى إخفائه أيضا من المنظمة، وذلك من خلال إقصائه عن جميع المشاركات والأنشطة والفعاليات التي تنفذها المؤسسة أو تُشارك بها.
إن تلك الممارسة المتعمدة تنبئ بوضع خطيرة للغاية، حيث يؤدي ذلك الفعل إلى إعياء المؤسسة، وترك انطباع عام غير صحي في بيئة العمل، لأنه زرع شعورا يتسم بعدم الأمان، ما يعطل من قدرات ذلك الموظف وعطاءاته، التي ينبغي أن تصب في مصلحة وخدمة مؤسسته.
أرى من الضروري إسعاف تلك المؤسسة المريضة، وحتى تتم معالجتها ينبغي وضع حوافز معنوية تقديرية لذلك الموظف «غير المرئي» ليكون موظفا «مرئيا» أمام الجميع، وهذه من أهم سمات «الكوتش» القيادي، الذي يُصرح بجهود موظفيه ويقدرهم ويحفزهم على بذل المزيد من العطاء، الذي يخدم مؤسسته، التي تهدف إليها مدونة قواعد السلوك الوظيفي وأخلاقيات الوظيفة العامة في المادة الثالثة، إلى تنمية روح المسؤولية لدى الموظف العام، التي لا تتحقق إلا من خلال ما سبق ذكره
تعليقات
إرسال تعليق