التخطي إلى المحتوى الرئيسي

«الحُبَّيْشِن» افهموا الإدارة صح! بقلم الدكتورة أروى أخضر

«الحُبَّيْشِن» افهموا الإدارة صح! بقلم الدكتورة أروى أخضر
عندما ظهر مفهوم «الإدارة بالحب» الذي يعتبر أرقى أنواع القيادة لأنه يطبق مفهوم حب المنظمة، وحب الموظفين، وحب المستفيدين –العملاء- ليخلق بيئة عمل مريحة وممتعة، فهو لم يكن يقصد أن يُبنى ذلك الحب لشخص واحد في إدارته، وتبنى السدود على البقية، وهو أيضا لم يكن يقصد أن تُميِز هذا الموظف فقط عن البقية، وأن تُرسِخ اسمه في كل عمل سواء كان يفقه فيه أو لا.
افهموا الإدارة صح، ففلسفة «الإدارة بالحب» بعيدة كل البعد عن «الإدارة بالحبّيشن» فالحب يجب أن يكون موزعا على كل الاتجاهات، ليس عموديا على شخص واحد فقط ثم يقف.
إن مفهوم سياسة الحب قد تشوهت، وأصبحت محبطة للجميع وغير محفزة لهم، وإن مفهوم «الإدارة بالحب» لا يعيه الكثيرون، وليست لديهم المهارة في نشره، لأن القائد في الواقع ليس قياديا، فهو لم يعرف كيف يحتوي الموظفين، كما تحتضن الأم أولادها؟ وهي ما تُعرف الإدارة بفطرة الأمومة «Love LeaderShip» فالأم تفيض بالدفء على أطفالها ولا تبخل عليهم ولا تنتظر منهم رد الجميل، هدفها إعدادهم للقادم بحب غير محدود.
كارثة أن نرى الفهم القاصر حيال فلسفة الإدارة بالحب، التي فُسرت بأنها «أحبك» أنت فقط أنت وحدك في كل عمل.
إن «الإدارة بالحبيشن» شوهت الصورة الجميلة للإدارة بالحب، وإن أي فشل في قيادة هذه المنظمة حتما يعود بالفشل إلى قائدها بالدرجة الأولى، لأن من أهم مقوماتها هي العلاقات بالمنظمة.
لم تكن «كاثلين سانفورد» تتخيل قط أن ما طرحته من مفهوم «القيادة القلبية» سيشوبه تفكير مختلف، وأن القلوب التي خلقها الله للحب أصبحت مليئة بالغل والحقد والكراهية والبغض، حتى امتلأت بالأمراض المستعصية، مما جعلها تعمل على تشويه سمعة الفريق.
ولم تكن تعلم أن الأسلوب الجميل هو فن يمتلكه أصحاب القلوب الطيبة، وكما يقولون: فبين كسب القلوب وكسرها، خيط رفيع اسمه الأسلوب.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقال "لا تكن ببغاء" للدكتورة أروى أخضر

مقال "لا تكن ببغاء" للدكتورة أروى أخضر صحيفة آراء سعودية العدد 335 لسنة 2019 لا تكن ببغاء د. أروى علي أخضر دكتوراه الفلسفة في الادارة التربوية مشرفة عموم بوزارة التعليم نتفق جميعنا على أن الببغاء طائر يتمتع بشكل جميل وجذاب ذو ألوان زاهية, ذكي اجتماعياً, من أهم ما يميزه مهارته في  التقليد وترديد كلام الناس بأصوات متعددة ومتنوعة كذلك يعتبر من الطيور المسلية لقدرته على الغناء. هناك نماذج من الشخصيات الانسانية أخذت الببغاء قدوة لها رغم ان ما يميز الانسان عن الحيوان هو رجاحة عقله, لذا يُعاب على الانسان أن يكون "شخص ببغائي" ويقلد ما يقوله الآخرين  بمعنى أنه يردد مصطلحات وعبارات لا يعي ولا يفهم معناها , قد يكون سمعها أو قرأها ثم حفظها , ليتباها بها أمام الآخرين , وكأنه يجاريهم حتى ينبهروا بمصطلحاته وكلماته الجذابة, ويعتقدون أنه قد أصبح يعي ما يتحدث به. هذا الانسان الببغائي أخذ الحفظ والتقليد مسار حياة له كإجادة الببغاء للأصوات المتعددة, بعد التلقين المستمر, وأصبح يعيش بلا هوية حقيقة تمثله؛ لأنه تبنى كلام بعقل ببغائي فهو لا يمثله وليس له إنما أقحم نفسه ...

⁩ مقال الدكتورة أروى أخضر بعنوان الخدمات التربوية لذوي زارعي القوقعة بوزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية في العدد(٥٤) من مجلة آفاق

‏⁦ @afaq_mag ⁩ مقال الدكتورة أروى أخضر بعنوان الخدمات التربوية لذوي زارعي القوقعة بوزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية في العدد(٥٤) من مجلة آفاق  http://gesten.ksu.edu.sa/sites/gesten.ksu.edu.sa/files/imce_images/54_0.pdf ‏⁧#مجلة_آفاق⁩  ‏⁧#جستن⁩

حرك النرد وخذ فرصتك بقلم د. اروى أخضر

 حرك النرد وخذ فرصتك بقلم د. اروى أخضر  صحيفة آراء سعودية   في كل محطة من محطات الحياة تكون هناك لك فرصة فيها ، وهناك فرص متعددة مطروحة أمام كل شخص ، ولكن القليل من ينتهزها . ابحث عن الفرص أينما كُنت كي تستثمرها "حرك النرد وخذ فرصتك منها" Roll the Dice" " قيل هذا المثل للاقدام وانتهاز الفرص في هذه الحياة ويقول المثل "حرك النرد إذا كنت ستحاول المضي قدمًا وإلا فلا تبدأ" وعندما تواجهك موجات من التقلبات في هذه الحياة لا تفقد الأمل عند غياب الفرص، ، الحمد لله على نعمة الايمان وأملنا بالله تعالى بأنه قادر على أن يبدل حالنا إلى الأفضل في كل موجة من موجات هذه الدنيا. وكما أن للزهرة ست أوجه , وكل وجه يحمل عدد معين من النقاط ، والذي يعبر عن رقم محدد ، ففي كل مرة تحرك النرد تبحث لك من خلالها عن فرصة جديدة ، إن تحريك النرد فيها نوع من المتعة والمنافسة الشريفة وتعمل على تنشيط العقل حتى تجد الفرصة . إن تحريك النرد في كل مرة ، يمنحك رقماً مختلفاً فاستثمر كل فرصة ممنوحة لك ، كما أن هذا التحريك قد يتطلب منك تعديل طفيف أو انحراف بسيط عن المسار الذي تسير عليه ، و...