جولة في عقلية حكيم
إن ما يميز العقل هو الفهم والتفكير، أما الحكمة فهي حسن التصرف والتدبير، فالعقل هو أن تتحكم في أفعالك، والحكمة أن تتحكم في ردود أفعالك، العقل منبع الحكمة وإذا مات العقل ذهبت الحكمة، كما يقولون.
يقول الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو «العقل أنبل وأكمل وأبدع حاسة يملكها الإنسان» الحكمة كلمة ملازمة للفلسفة، وتعني عند اليونانيين «العلوم مجتمعة» في وحدة واحدة، ومن أجمل الأوصاف التي قدمها لنا أرسطو طاليس عن الحكمة بقوله «الحكمة هي التجربة مضافا إليها التأمل»
وحينما أشار بعلامة العقل المتعلم هو قدرته على تداول الفكرة دون أن يتقبلها، تجولت ذات يوم في عقلية حكيم لأعرف كيف يفكر، كيف يعيش حياته، وجدت أنه يتمتع بصفات ذهنية مميزة، له بصيرة ثاقبة، يحسن تدبر الأمور، متزن فكريا وسلوكيا، اهتماماته عميقة، يرى الأمور من منظور متجدد، يميل إلى التفاهم في حل المشكلات لمواضع الخلافات المختلفة، يوجه أهدافه نحو أهدافه وفي اتجاهها الصحيح، مليء بالخبرات والتجارب الناجحة، يعي ما يقوله، يكتب من الحكمة عبارات لا تُقدر بثمن، مختلفا ومتميزا بنفس الوقت، لا تهمه المظاهر البراقة كثيرا.
أتذكرون قصة بائع الحكمة؟ ذلك الرجل العجوز والوالي الذي أنقذ حياة ذلك الملك بعبارته التي اشتراها منه «فكر قبل أن تعمل» فعلا كانت قيمة حكمته لم تُقدر بثمن، باع لوحاته لينتفع منها جميع الناس.
ليتنا نجد من يبيعنا الحكمة لنشتريها كل يوم، ليتنا نفكر قبل أن نعمل، ليتنا نتدبر القرآن الكريم ونتعلم منه «يُؤْتِى الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِى خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ»
ليتنا ننظر للأمور بحيادية وبنظرة شاملة ونوسع من أفقنا، افتقدنا الأشخاص الحكماء الذين لهم آراء سديدة ويديرون الأمور بعقلانية، لم نعد نجد من يوازن الأمور ويرى الصورة الكلية.
أثقلت المنظمات بقيادات افتقرت إلى الحكمة في أبسط أمورها، ليس لديهم مبررات منطقية لمواقفهم وتوجهاتهم، لا يدركون ما يفعلون ولا كيف يديرون منظماتهم، ليت من يأخذهم في رحلة لعقلية الحكماء.
تعليقات
إرسال تعليق