التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أين نذهب هذا الصباح؟ بقلم الدكتورة أروى أخضر

أين نذهب هذا الصباح؟

مع دق ناقوس رفع الحظر الكلي والعودة تدريجيا للحياة اليومية الخارجية مع انتشار فايروس كورونا، تراود الكثير من العائلات عبارة «أين نذهب هذا الصباح؟» وذلك بعد مضي بضعة أشهر في المنازل تحت شعار «خلك بالبيت» لهدف تحقيق التباعد الاجتماعي وخوفا من انتقال العدوى.
وبعد رفع الحظر الكلي انتقلت المسؤوليات من الدولة إلينا، فالجميع واع بمخاطر هذا الفايروس وكيفية انتقاله وانتشاره، لذا فإن من أهم خطوات النجاح للعودة في ظل هذه الجائحة هو الوعي بالتعامل مع الحياة الجديدة المعتمدة على مبدأ الوقاية والتقيد بكل التدابير الوقائية اللازمة، وزيادة الإحساس بالمسؤولية ومراعاة السلامة كإجراءات احترازية.
إن من أهم المنهجيات التي ينبغي أن تقوم بها كل أسرة في أسلوب حياتها، هو التقليل ما أمكن من التجول غير المبرر، والالتزام بالتحفظ الصحي عند مخالطة الآخرين، أعتقد أن الحجر المنزلي غيَّرَ من أسلوب تفكيرنا كثيرا، وأعاد برمجتنا الذهنية للأمور من حولنا، كما عزز فينا قيمة الالتزام بشكل أكبر.
لقد دفعتنا هذه الجائحة لتطبيق فلسفة التغيير كأسلوب حياة، والتكيف مع المواقف المختلفة، إن محطة التغيير الإيجابي التي نعيشها في الفترة الحالية خلقت لدينا فرصا وتحديات تخلصنا من العادات السيئة وتوجهنا نحو الوجهة الصحيحة، فالتغيير الحقيقي يبدأ من ذاتنا، يقول «غاندي»: كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم.
علينا أن نتعاهد جميعا أن قرار التغيير في عاداتنا وتفكيرنا من الآن، والذي بدأ مع كورونا، هو قرار أصيل ولن ينتهي حتى بعد كورونا، فلنبدأ بأنفسنا في فلسفة التغيير الجديدة في حياتنا، في ظل صداقاتنا، أعمالنا، معايشتنا واختلاطنا بالآخرين ولنعش أوضاعا صحية فيها الكثير من الحيطة والحذر، تخشى من خطر موجود وباقٍ.
ستعود الحياة بإذن الله تدريجيا، وسنذهب في كل يوم إلى جميع الأماكن، ولكن لنبقى على الوعد بالتزامنا بالتعليمات.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقال "لا تكن ببغاء" للدكتورة أروى أخضر

مقال "لا تكن ببغاء" للدكتورة أروى أخضر صحيفة آراء سعودية العدد 335 لسنة 2019 لا تكن ببغاء د. أروى علي أخضر دكتوراه الفلسفة في الادارة التربوية مشرفة عموم بوزارة التعليم نتفق جميعنا على أن الببغاء طائر يتمتع بشكل جميل وجذاب ذو ألوان زاهية, ذكي اجتماعياً, من أهم ما يميزه مهارته في  التقليد وترديد كلام الناس بأصوات متعددة ومتنوعة كذلك يعتبر من الطيور المسلية لقدرته على الغناء. هناك نماذج من الشخصيات الانسانية أخذت الببغاء قدوة لها رغم ان ما يميز الانسان عن الحيوان هو رجاحة عقله, لذا يُعاب على الانسان أن يكون "شخص ببغائي" ويقلد ما يقوله الآخرين  بمعنى أنه يردد مصطلحات وعبارات لا يعي ولا يفهم معناها , قد يكون سمعها أو قرأها ثم حفظها , ليتباها بها أمام الآخرين , وكأنه يجاريهم حتى ينبهروا بمصطلحاته وكلماته الجذابة, ويعتقدون أنه قد أصبح يعي ما يتحدث به. هذا الانسان الببغائي أخذ الحفظ والتقليد مسار حياة له كإجادة الببغاء للأصوات المتعددة, بعد التلقين المستمر, وأصبح يعيش بلا هوية حقيقة تمثله؛ لأنه تبنى كلام بعقل ببغائي فهو لا يمثله وليس له إنما أقحم نفسه ...

⁩ مقال الدكتورة أروى أخضر بعنوان الخدمات التربوية لذوي زارعي القوقعة بوزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية في العدد(٥٤) من مجلة آفاق

‏⁦ @afaq_mag ⁩ مقال الدكتورة أروى أخضر بعنوان الخدمات التربوية لذوي زارعي القوقعة بوزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية في العدد(٥٤) من مجلة آفاق  http://gesten.ksu.edu.sa/sites/gesten.ksu.edu.sa/files/imce_images/54_0.pdf ‏⁧#مجلة_آفاق⁩  ‏⁧#جستن⁩

حرك النرد وخذ فرصتك بقلم د. اروى أخضر

 حرك النرد وخذ فرصتك بقلم د. اروى أخضر  صحيفة آراء سعودية   في كل محطة من محطات الحياة تكون هناك لك فرصة فيها ، وهناك فرص متعددة مطروحة أمام كل شخص ، ولكن القليل من ينتهزها . ابحث عن الفرص أينما كُنت كي تستثمرها "حرك النرد وخذ فرصتك منها" Roll the Dice" " قيل هذا المثل للاقدام وانتهاز الفرص في هذه الحياة ويقول المثل "حرك النرد إذا كنت ستحاول المضي قدمًا وإلا فلا تبدأ" وعندما تواجهك موجات من التقلبات في هذه الحياة لا تفقد الأمل عند غياب الفرص، ، الحمد لله على نعمة الايمان وأملنا بالله تعالى بأنه قادر على أن يبدل حالنا إلى الأفضل في كل موجة من موجات هذه الدنيا. وكما أن للزهرة ست أوجه , وكل وجه يحمل عدد معين من النقاط ، والذي يعبر عن رقم محدد ، ففي كل مرة تحرك النرد تبحث لك من خلالها عن فرصة جديدة ، إن تحريك النرد فيها نوع من المتعة والمنافسة الشريفة وتعمل على تنشيط العقل حتى تجد الفرصة . إن تحريك النرد في كل مرة ، يمنحك رقماً مختلفاً فاستثمر كل فرصة ممنوحة لك ، كما أن هذا التحريك قد يتطلب منك تعديل طفيف أو انحراف بسيط عن المسار الذي تسير عليه ، و...