أين نذهب هذا الصباح؟
مع دق ناقوس رفع الحظر الكلي والعودة تدريجيا للحياة اليومية الخارجية مع انتشار فايروس كورونا، تراود الكثير من العائلات عبارة «أين نذهب هذا الصباح؟» وذلك بعد مضي بضعة أشهر في المنازل تحت شعار «خلك بالبيت» لهدف تحقيق التباعد الاجتماعي وخوفا من انتقال العدوى.
وبعد رفع الحظر الكلي انتقلت المسؤوليات من الدولة إلينا، فالجميع واع بمخاطر هذا الفايروس وكيفية انتقاله وانتشاره، لذا فإن من أهم خطوات النجاح للعودة في ظل هذه الجائحة هو الوعي بالتعامل مع الحياة الجديدة المعتمدة على مبدأ الوقاية والتقيد بكل التدابير الوقائية اللازمة، وزيادة الإحساس بالمسؤولية ومراعاة السلامة كإجراءات احترازية.
إن من أهم المنهجيات التي ينبغي أن تقوم بها كل أسرة في أسلوب حياتها، هو التقليل ما أمكن من التجول غير المبرر، والالتزام بالتحفظ الصحي عند مخالطة الآخرين، أعتقد أن الحجر المنزلي غيَّرَ من أسلوب تفكيرنا كثيرا، وأعاد برمجتنا الذهنية للأمور من حولنا، كما عزز فينا قيمة الالتزام بشكل أكبر.
لقد دفعتنا هذه الجائحة لتطبيق فلسفة التغيير كأسلوب حياة، والتكيف مع المواقف المختلفة، إن محطة التغيير الإيجابي التي نعيشها في الفترة الحالية خلقت لدينا فرصا وتحديات تخلصنا من العادات السيئة وتوجهنا نحو الوجهة الصحيحة، فالتغيير الحقيقي يبدأ من ذاتنا، يقول «غاندي»: كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم.
علينا أن نتعاهد جميعا أن قرار التغيير في عاداتنا وتفكيرنا من الآن، والذي بدأ مع كورونا، هو قرار أصيل ولن ينتهي حتى بعد كورونا، فلنبدأ بأنفسنا في فلسفة التغيير الجديدة في حياتنا، في ظل صداقاتنا، أعمالنا، معايشتنا واختلاطنا بالآخرين ولنعش أوضاعا صحية فيها الكثير من الحيطة والحذر، تخشى من خطر موجود وباقٍ.
ستعود الحياة بإذن الله تدريجيا، وسنذهب في كل يوم إلى جميع الأماكن، ولكن لنبقى على الوعد بالتزامنا بالتعليمات.
تعليقات
إرسال تعليق