يتمتع أصحاب الرؤوس الهزازة بأنهم فئةٌ مرضيٌّ عنهم، والأكثر حظا في المكان، فهم المقربون لأنهم وصوليون.
لعلك تتساءل أيها القارئ الكريم: لم هم محظوظون؟
لما يتمتعون به من مقدرة فائقة على «مسح الجوخ» ليحظوا بكسب ود الرئيس الأعلى، حتى يتمتعوا بكل الامتيازات المتاحة، كما أنهم يتسمون بمهارة عالية في ارتداء الأقنعة، ولعلها من نمط ثلاثي الأبعاد «3D» مع امتلاكهم المهارة السريعة في تقليبها وفق ما يريده الرئيس، معتمدين على مبدأ: إن كان لك عند «…» حاجة فقل له يا سيدي.
أعجبتني مقولة كان قد كتبها حافظ البرغوثي وهي: أن ماسح الجوخ ينظف الإنسان الحذاء، وفي النهاية يتحول ماسح الجوخ إلى ممسحة.
كما تصف السمات الشخصية في لغة الجسد «أصحاب الرؤوس الهزازة» بتمتعهم بنمط التفكير غير الصحي وبالشخصية الضعيفة، حيث يتم توجيههم وتحريكهم في كل الاتجاهات وفق المصلحة التي يريدها الرئيس، دون أي حوار أو نقاش، وهؤلاء في الأساس يتبنون مبادئ وأسسا مهزوزة، حيث تجدهم في الاجتماعات وكأنك في مجتمع الأقنعة، مرتدين أنواعا مختلفة منها، يهزون رؤوسهم، وكأن هزة أرضية أصابتهم من تحتهم.
يقول فادي سلايمة «إن مسح الجوخ آفة العصر» وأعجبني تشبيهه بأنه أصبح في هذا الزمان مسح الجوخ كما فانوس علاء الدين، في تحقيق الأمنيات والوصول إلى الغايات.
قد نجد هناك بعض المعارضين على ما ذكرته في هذه المقالة، وهناك من يعتبر أن مسح الجوخ نوع من الذكاء والفطنة، وقد وصلت بهم القناعات إلى أن التملق يجنبك أن تكون من الفئة المغضوب عليها، ولكنه في الحقيقة نفاق أحمق يا سادة، لأن منطق الولاء هو الذي ساد المكان وليس مبدأ الكفاءة.
يقول أحمد الصافي: لا همَّ لهم إلا تسلّق السلّم بقول مدح كاذب أو سكوت عن باطل ثاقب.
وعلينا أن نتفكر بأن الأقنعة غالبا ما تتساقط عندما تنتهي المصالح، لذلك أتفق كثيرا مع عبارة «لويجي بيرانديلو» عندما قال «في هذه الرحلة الطويلة من الحياة سوف تواجه الكثير من الأقنعة، والقليل من الوجوه».
تعليقات
إرسال تعليق