رجال الفزعة والشهامة والمواقف
صحيفة آراء سعودية
ليس كل ذكر هو رجل، فكل النساء تلد ذكورًا، ولكن المواقف وحدها من تلد الرجال.
في مقالتي هذه سأخصص فزعة الرجال ومواقفهم مع النساء تحديدًا، ومن أبرز قيم الرجولة الحقة الفزعة والشهامة، ولا تكون إلا عند من ارتقت أخلاقهم، فالرجولة أفعال وليست أقوالًا، ولا تظهر معادنهم إلا في المواقف والشدائد الصعبة، وقد تفنن الشعراء في وصف معادن الرجال بقولهم:
إن الرجال معادنٌ، ورخيصها.. لو نسمةٌ مرت عليه تأكسد
إن مساعدة الرجل للمرأة في حال احتاجت لذلك يعني احترامها بالدرجة الأولى، لأنه اعتاد أن يكون شهمًا وفزاعًا، وقد تربى على ذلك، وكثرة مواقفه الإنسانية صنعت منه رجلًا، ولا تظهر القيم إلا في أشد الأزمات، ولا يوجد ما يشكك في أخلاقيات أو نوايا هذا الرجل، بل بالعكس فكل ما قدمه يندرج تحت حس المسؤولية، بعكس الرجال الذين يندرجون تحت فئة اللامباليين ويتهربون من واجباتهم.
قد وردت العديد من المدلولات عن «الرجولة» ومعناها في القرآن الكريم قال تعالى «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا»
كما روي أنه قد أعجب الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بسهل بن حنيف، حيث روى أنه «كانت بقباء امرأة لا زوج لها، مسلمة، قال: فرأيت إنسانًا يأتيها من جوف الليل، فيضرب عليها بابها، فتخرج إليه فيعطيها شيئًا معه فتأخذه، قال: فاستربت بشأنه، فقلت لها: يا أمة الله، من هذا الرجل الذي يضرب عليك بابك كل ليلة فتخرجين إليه فيعطيك شيئًا لا أدري ما هو وأنت امرأة مسلمة لا زوج لك؟ قالت: هذا سهل بن حنيف بن واهب، قد عرف أني امرأة لا أحد لي، فإذا أمسى عدا على أوثان قومه فكسرها، ثم جاءني بها فقال: احتطبي بهذا، فكان علي يحدث بهذا.
وفي حياتنا نرى ونسمع وقد نتعايش مع هؤلاء الرجال الفزاعين، وهناك العديد من المواقف المتنوعة التي تثبت لنا قيمهم وأخلاقهم النبيلة وحسن صنيعهم، إن هؤلاء الرجال رجال الفزعة والشهامة والمواقف، هم من يفتخر بهم الوطن.
فشكرًا لكل رجل عظيم قدم تعاونه وخدمته لكل سيدة، ووقف بجانبها في وقت ما، وهنا نتذكر شهامة موسى -عليه السلام- ففيها العديد من العبر والدروس والفوائد، عندما رأى امرأتين قد تسترتا ولكن ألجأتهما الظروف للخروج لقضاء حوائجهما، ولم يكتف بمشاهدة الموقف بل بادر بالسؤال والاستجواب «قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِير» فاستشعر معاناتهما وقدم لهما المساعدة بأدب وسقى لهما فتصرف بمروءة وشهامة.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق