نقطة الانطلاق من واسو بقلم الدكتورة أروى أخضر
صحيفة آراء سعودية / زاوية تربية
العدد 418
22 فبراير 2020
أكد العالم الفيزيائي المعروف اسحق نيوتن في أحد قوانين الحركة
الأساسية أن (لكل فعل رد فعل مساو له بالمقدار ومعاكس له بالاتجاه) , ومن هذا
المفهوم كانت نقطة انطلاقي في قيادة السيارة بشوارع الرياض , والتي بدأت بعد
استلام رخصة القيادة بسبع أشهر , وكان الدافع الأساسي للتحرك نحو القيادة هو أن مكفولي
السائق الهندي "واسو" قد ألقى بمفتاح السيارة على الأرض بعدما طلبت منه
تغيير السيارة التي سأركبها معه , حيث أدركت حينها أنني عاجزة عن التحرك وقتما أعلن إضرابه عن العمل في منزلنا وانصرف.
ذلك الموقف خلق لدي تحدي ناتج عن ردة الفعل لما قام به "واسو"
فواجهتها بالانطلاق.
نحن نؤمن بأن كل منا
لديه عزيمة داخلية وطاقة وقوى ذاتية للانطلاق, ولكن قد تحتاج أحياناً إلى دفعة قوية للتحرك
لإظهارها . إن التحدي والإصرار خلق لدي إرادة قوية نحو التغيير حيث كان للأفضل ولله الحمد , نحو الاستقلالية والاعتماد
على الذات والتي تعتبر من أهم قوانين
القيادة
إن قوة التحكم في الذات عند مقابلة إضراب السائق كانت من خلال التحفيز
الداخلي والتحدث الإيجابي مع الذات بأنني قادرة على الانطلاق وأنه لا يوجد ما
يعيقني من مواجهة الموقف الصعب وهو مفتاح وسيارة بلا سائق , فقد غاب السائق عن
منزلنا , وانصرف من أمامي.
إن كل تغيير في هذه الحياة يجب أن يُبنى على "التغيير في التفكير"
شكلًا وموضوعًا, وإن من أهم قواعد تغيير التفكير أنه سيتبعه تغيير للمعتقدات
والممارسات , ومن أهم عوامل النجاح الثقة بالنفس والعزيمة والاصرار وأن تكون الرغبة
في النجاح تفوق المخاوف من الفشل.
يقول ماركوس أوريليوس "بالرغم من أنه لا يمكن أن نعود إلى الوراء
لنصنع بداية جديدة إلا أنه يمكن أن نبدأ به الآن في صناعة نهاية جديدة"
إن هذا الموقف علمني قيمة الاعتماد على النفس وعدم الاعتماد على الغير
في تحقيق مصالح الذات , وهنا نشكر قيادتنا الرشيدة التي مكنت المرأة من قيادة
السيارة , هذا الأمر السامي الذي أنصف المرأة وكفل لها حقوقها وحقق لها أحلامها من
خلال النهوض بوضعها حتى أصبحت رمز الاستقلالية وفخر الوطن.
تذكري أيها الإنسان " أن الوصول لهدف ما هو إلا بمثابة نقطة
انطلاق لهدف آخر" .
تعليقات
إرسال تعليق