التخطي إلى المحتوى الرئيسي

على طاولة الاجتماع بقلم الدكتورة أروى اخضر




على طاولة الاجتماع

د. أروى علي أخضر
دكتوراه الفلسفة في الإدارة التربوية

صحيفة آراء سعودية

عندما يغيب الأشخاص المعنيين في أي أمر عن حضور الاجتماعات فهذا يؤكد بأن هناك خفايا تدور في أروقتها وهي تعتبر بمثابة رسائل للمسؤول الأعلى بأن غياب فئة معينة من الأشخاص المعنيين بمجال معين يدل على أن هناك شيء ما, وغيابهم يؤكد حتماً بوجود خلل إداري كبير في قائد المنظمة, مما يعني أن جميع تبعات  الموضوعات المطروحة على طاولة الاجتماع أو القرارات المتخذة بشأن أمر ما تحتاج إلى إعادة نظر وستطبق بشكل غير صحيح.
وبنظرة تحليلية لتلك الممارسة الخاطئة هل غيابهم عن هذه الاجتماعات دليل على أن القائد يحب أشباهه فقط؟ أم أنه يتخوف من بعض الموظفين لسبب ما؟ أم أنه يستمتع بدوره عندما يدعو إلى حضور الاجتماع لمن يثق بأنه سيكون الأفضل منهم في الأداء؟.
كثيراً ما نسمع بوجود ثغرات كبرى في أي منظمة في أغلبيتها تعود إلى القائد , فالقائد السيء يؤثر على سلوك الموظفين ويحطم من قدراتهم  , مما يضطرهم إلى ترك العمل أو التسرب الوظيفي.
إن ظاهرة التسرب الوظيفي هي من أخطر المشكلات لأنها تؤثر على إنتاجية العمل واستقراره, ولها أسباب متعددة من أبرزها عدم العدالة بين الموظفين , وتسلط القائد على البعض منهم .
أعجبتني عبارة أشار لها ثامر شاكر في مقالته عن "سيول التسرب الوظيفي" ذكر فيها أن القائد الحقيقي يعرف جيداً أن التسرب الوظيفي لا يعني رحيل الكفاءات ؟؟؟ بل يكفي تقاعسها...
وبالتمعن في مدونة قواعد السلوك الوظيفي وأخلاقيات الوظيفة العامة الصادرة بقرار مجلس الوزراء رقم (555) في 25/ 12/ 1437 نجد أن المادة السابعة منها تؤكد أن على الموظف العام تخصيص وقت العمل لأداء واجباته الوظيفية, العمل على خدمة أهداف الجهة التي يعمل فيها وغاياتها , وتحقيق المصلحة العامة دون سواها,تحمل المسؤولية المنوطة بطبيعة عمله واتخاذ القرارات التي تقتضيها تلك المسؤولية... إلى ما غير ذلك من المهام , ونصت المدونة على أنه يجب العمل على تطبيق هذه المدونة , وإن مخالفة الأحكام الواردة فيها تعد مخالفة لمقتضى الواجب الوظيفي, الذي يترتب عليه اتخاذ الإجراءات التأديبية والجزائية.
إنني اتساءل فإذا كان هذه من اهم أدوار الموظف العام , وفي حال الفرضية السابقة أن القائد لا يدعي الموظفين لحضور الاجتماعات واتخاذ القرارات الصادرة , فكيف يمكن أن تستقيم حال المنظمة , وكيف تكون مساءلة القائد؟



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مقال "لا تكن ببغاء" للدكتورة أروى أخضر

مقال "لا تكن ببغاء" للدكتورة أروى أخضر صحيفة آراء سعودية العدد 335 لسنة 2019 لا تكن ببغاء د. أروى علي أخضر دكتوراه الفلسفة في الادارة التربوية مشرفة عموم بوزارة التعليم نتفق جميعنا على أن الببغاء طائر يتمتع بشكل جميل وجذاب ذو ألوان زاهية, ذكي اجتماعياً, من أهم ما يميزه مهارته في  التقليد وترديد كلام الناس بأصوات متعددة ومتنوعة كذلك يعتبر من الطيور المسلية لقدرته على الغناء. هناك نماذج من الشخصيات الانسانية أخذت الببغاء قدوة لها رغم ان ما يميز الانسان عن الحيوان هو رجاحة عقله, لذا يُعاب على الانسان أن يكون "شخص ببغائي" ويقلد ما يقوله الآخرين  بمعنى أنه يردد مصطلحات وعبارات لا يعي ولا يفهم معناها , قد يكون سمعها أو قرأها ثم حفظها , ليتباها بها أمام الآخرين , وكأنه يجاريهم حتى ينبهروا بمصطلحاته وكلماته الجذابة, ويعتقدون أنه قد أصبح يعي ما يتحدث به. هذا الانسان الببغائي أخذ الحفظ والتقليد مسار حياة له كإجادة الببغاء للأصوات المتعددة, بعد التلقين المستمر, وأصبح يعيش بلا هوية حقيقة تمثله؛ لأنه تبنى كلام بعقل ببغائي فهو لا يمثله وليس له إنما أقحم نفسه ...

⁩ مقال الدكتورة أروى أخضر بعنوان الخدمات التربوية لذوي زارعي القوقعة بوزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية في العدد(٥٤) من مجلة آفاق

‏⁦ @afaq_mag ⁩ مقال الدكتورة أروى أخضر بعنوان الخدمات التربوية لذوي زارعي القوقعة بوزارة التعليم بالمملكة العربية السعودية في العدد(٥٤) من مجلة آفاق  http://gesten.ksu.edu.sa/sites/gesten.ksu.edu.sa/files/imce_images/54_0.pdf ‏⁧#مجلة_آفاق⁩  ‏⁧#جستن⁩

حرك النرد وخذ فرصتك بقلم د. اروى أخضر

 حرك النرد وخذ فرصتك بقلم د. اروى أخضر  صحيفة آراء سعودية   في كل محطة من محطات الحياة تكون هناك لك فرصة فيها ، وهناك فرص متعددة مطروحة أمام كل شخص ، ولكن القليل من ينتهزها . ابحث عن الفرص أينما كُنت كي تستثمرها "حرك النرد وخذ فرصتك منها" Roll the Dice" " قيل هذا المثل للاقدام وانتهاز الفرص في هذه الحياة ويقول المثل "حرك النرد إذا كنت ستحاول المضي قدمًا وإلا فلا تبدأ" وعندما تواجهك موجات من التقلبات في هذه الحياة لا تفقد الأمل عند غياب الفرص، ، الحمد لله على نعمة الايمان وأملنا بالله تعالى بأنه قادر على أن يبدل حالنا إلى الأفضل في كل موجة من موجات هذه الدنيا. وكما أن للزهرة ست أوجه , وكل وجه يحمل عدد معين من النقاط ، والذي يعبر عن رقم محدد ، ففي كل مرة تحرك النرد تبحث لك من خلالها عن فرصة جديدة ، إن تحريك النرد فيها نوع من المتعة والمنافسة الشريفة وتعمل على تنشيط العقل حتى تجد الفرصة . إن تحريك النرد في كل مرة ، يمنحك رقماً مختلفاً فاستثمر كل فرصة ممنوحة لك ، كما أن هذا التحريك قد يتطلب منك تعديل طفيف أو انحراف بسيط عن المسار الذي تسير عليه ، و...