صحيفة آراء سعودية / زاوية تربية
العدد 407
11 فبراير 2020
في هذه المقالة أستثني منها فئة الرجال أو الآباء الذين لديهم حس عالٍ بالمسؤولية تجاه أسرتهم ومنازلهم، ولا أتحدث إلا عن فئة قليلة منهم.
«بابا ماما» هي تلك المرأة التي تقوم بأدوار الرجل في كل شيء، تصرف على البيت، تتكفل بتوصيل الأولاد إلى المدرسة، تتواصل مع العمالة المختلفة لصيانة المنزل من سباكة، كهرباء، تقابل العمال، تسدد أقساط المدرسة.
الجميع يعلم أن المرأة صبورة إلى أبعد حد ولا نلقي باللوم عليها بأنها من قامت بتلبية هذه الاحتياجات والمتطلبات، وتقمصت دور الرجل أو قامت بتعويده على هذه الممارسات، فبالطبع قد صبرت إلى أن نفد صبرها، فاضطرت للقيام بجميع هذه الأدوار التي استنزفت من أنوثتها حتى أصبحت «ماما بابا».
ومن الملاحظ انتشار هذه الظاهرة كثيرًا، والسؤال الأهم: هل هو ناتج عن تربية وتنشئة خاطئة لهذا الرجل أم أنه تهرب من المسؤولية من قبل الرجل؟، فكيف للمرأة أن تكتشف هذا الرجل غير المسؤول أو الزوج اللامبالي قبل الزواج به حتى لا تقع ضحية في الحياة.
إن دور «ماما بابا» حتمًا ستكون النهاية معروفة الانفصال بين الزوجين، إن الدور الذي تقوم به «ماما بابا» ليس بالأمر الهين لأنه يؤدي إلى انشغالها وتشتتها عن أهم أدوارها في الحياة وهي تربية أطفالها ورعايتهم، فالرجل مسؤول عن زوجته وأبنائه وعمن هم تحت رعايته، وهذا هو معنى الرجولة فقبل أن تكون عاشقًا، كن رجلًا وعلى اكتمال الرجولة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم «ما أكرمهن إلا الكريم وما أهانهن إلا اللئيم» هل يرضى الرجل أن تكون زوجته «رجل البيت» هل يقبل على نفسه هذا؟.
إن المرأة خُلقت أنثى بطبيعتها الفطرية، وقد قدر الإسلام أنوثتها وفي هذا الصدد أيضًا يذكر غازي القصيبي – رحمه الله – أن الرجل الحقيقي هو الذي يرى خلف الجسد الأنثوي هو الذي يعطي قبل أن يفكر فهل حافظ على أنوثتها، عندما أعطاها هذا الدور الذكوري، وهل منحها الوقت الكافي لتتجمل، وتلتفت لمحاسنها.
يقول نزار قباني: من الخطأ الاعتقاد بأن المرأة تزهر في سن معينة وتذبل في سن معينة، ولكن الحقيقة أن المرأة تزهر مع رجل طيب، وتذبل مع رجل سيئ.
أخيرًا، نذكر الرجال الذين يقبلون أن تكون ماما هي بابا بأربعة أمور: خيركم خيركم لأهله، رفقًا بالقوارير، استوصوا بالنساء خيرًا، ولن تعدلوا ولو حرصتم.
تعليقات
إرسال تعليق