صحيفة آراء سعودية
العدد 262
قيلولة تربوية بقلم الدكتورة أروى أخضر
العدد 262
قيلولة تربوية بقلم الدكتورة أروى أخضر
إن متطلبات
العصر تستدعي إحداث تغييرات عميقة في المنظمات وهذا يولد الحاجة إلى دعم احتياجات
العاملين ومتطلباتهم بشكل مستمر لتمكينهم من اجراء التحسينات المطلوبة في أعمالهم
وأداءها بأفضل مخرج .
وتسمح القيلولة التربوية ببث ثقافة جديدة على المنظمات لإتاحة
مساحة واسعة من ممارسة التأمل المهني والتفكير المتعمق, فالتأمل هو استعمال الفكر
, وجمع هذا الفكر عن تدبر.
وتعني
القيلولة نومة نصف النهار, ويراد بها استراحة قصيرة وكسر زخم الأعمال , إلا أن "القيلولة
التربوية" تعني وقفة مؤقتة تعزز الفكر التربوي
لاستعادة الطاقة للموظف بغرض رفع مستوى تركيزه, وترفع من مستوى التركيز, وتسمى (بقيلولة الفوائد) أو (باور ناب Power Nap) وبالتالي تساعد الغفوة البسيطة (القيلولة) في زيادة الإنتاجية في العمل والتي هي كل ما تسعى له المنظمات في الحكم على نجاحها أو
فشلها.
وتؤثر القيلولة التربوية
على زيادة الانتاج البشري؛ لأن المنظمة التي تسمح بقيلولة الفكر والتأمل لموظفيها
هي تعمل على تحسين نوعية حياتهم وتوجه تفكيرهم في خط سير محدد نحو معالجة الأفكار بكفاءة,
كما تسمح لهم باستعادة طاقتهم المشتتة خلال ساعات العمل.
إن القيلولة التربوية لا تعني التوقف عن التفكير , ولا تعني النوم
في المنظمات , بل هي اعطاء مساحة للعقل للدخول في حالة من الهدوء, وعزل كل ما
يتسبب في التوتر , والحد من الضغوطات لدقائق محدودة, إن كل موظف بحاجة إلى فرص من
التأمل المهني وتصفية الذهن من خلال توفير وقت للقيلولة التربوية, فالتأمل تمرين
يعطي الموظف شعور بالاسترخاء ليتيح له التفكير بشكل أنضج , واطلاق الأفكار بعد
تنقيتها, إن جلسة التأمل في هذه القيلولة ستمكن العاملين من تخفيف آثار الاجهاد, وزيادة
تركيزهم من خلال السماح لهم بمراقبة أفكارهم وقياسها , فهي مجالاً لتوليد الأفكار
الابداعية.
لقد أغفلت المنظمات السماح بتوظيف التأمل عملياً في بيئاتها
للعاملين بها, مما أدى إلى انتشار الضغوطات بين الموظفين في بيئة العمل , أو ضعف
في الانتاجية أو الاضطرار للغياب عن العمل لفترة, كما تظهر فوائد القيلولة
التربوية من خلال مساهمتها في تصويب الانتباه, وتفريغ الدماغ من الأفكار السالبة والمشوشة,
وتصحيح المسارات الخاطئة في العمل,ولا ننسى ما تقوله ابراهام هيكس (عندما تتعقد
الأمور خذ لك غفوة) فالتأمل الايجابي يدفع الناس إلى الطريق الصحيح , وهو ليس
ترفاً بل ضرورة ؛ لأن نجاح المنظمات مرهون بعقول موظفيها.
تعليقات
إرسال تعليق