تعليم متنوع
د. أروى علي
أخضر
دكتوراه الفلسفة
في الادارة التربوية
مشرفة عموم
بوزارة التعليم
العدد (248)
في هذا المقال أسلط الضوء على التعليم المتنوع ضمن ثقافة المدرسة والبنية الاجتماعية باعتبار أن المؤسسة المدرسية حاضنة لأنماط ثقافية متنوعة , ومكان للتعايش المشترك, والثقافة، هي مجموعة القيم، والمعتقدات، والعادات الـسائدة بين أفراد المدرسة والتي توجه العلاقات فيما بيـنهم، وبـين محـيطهم التربـوي والاجتماعي.
وتتحقق جودة الحياة المدرسية في مقدرتها على
التعامل مع تنوع واختلاف فئات المجتمع في نظام تعليمي واحد, وحتى يكون تعليمنا متنوعاً علينا أن نحتوي الأشخاص ذوي الاعاقات المختلفة في مدارسنا .
تتعامل
المدرسة مع كم هائل ومتنوع من الطرائق والاستراتيجيات في التعليم فهي قادرة أيضاً
على توظيف هذه الاستراتيجيات لصالح الفئات الخاصة , وتتضح أهمية الدمج التربوي للأشخاص ذوي الاعاقة في تنمية الخبرات المتعددة والمتنوعة لدى مجتمع التعليم العام بالمدارس العامة ،كماتنطلق فلسفة الدمج كحركة اصلاحية للتعليم من منظور التنوع والاختلاف وتقبل الاخر في المناخ التنظيمي للمدارس
العامة , حيث نظر البعض إلى الثقافة المدرسية على أنها جزء من تغيير المدرسة
, وكنوع من التغيير الاجتماعي والتي تعزز من ثقافة التحسن المستمر داخلها
ان التعليم المتنوع يفترض اكتساب جميع منسوبي المدرسة من قائدها الى حارسها بعض الخبرات والمعارف عن الاعاقات المختلفة وطرق
التعامل معهم وتثقيفهم بخصائصهم ومهاراتهم لبناء الثقافة اللازمة والخبرة الكافية عنهم
ان هذا التنوع سيساهم في تقبلهم واختصار الرحلة التوعوية عن التعريف بهم , كما وستؤثر وبقوة على ما يحملونه الطلاب من قيم وتصرفات
وحتى يطوروا الطلاب من سلوكياتهم ويتعلموا مبادئ وخصائص التنوع والاختلاف
؛ مما ينعكس إيجاباً على المجتمع.
إن
من أهم السمات المكتسبة في التعليم المتنوع تحسين الصورة الذهنية في الاتجاهات والمدركات والمعتقدات والتوقعات ،
التي ترسخت في عقول وأذهان الطلاب وفي أحداثهم ومواقفهم التعليمية , وهو ما
يُعرف بالمنهج الخفي
إن
هذا التعليم المتنوع سيجعل المدارس والصفوف الدراسية عالماً صغيراً ونموذجاً للتنوع الممزوج بالعدالة الاجتماعية ,
وتنمية الاهتمام البشري وتقبل الآخر يعتبرالتعليم المتنوع مطلب رئيس في الحركة الإصلاحية للتعليم والتي تأتي هدفاً رئيساً ضمن برنامج تنمية القدرات البشرية ؛
الذي هدف إلى تحسين مخرجات منظومة التعليم والتدريب في جميع مراحلها من التعليم
المبكر وحتى التعليم والتدريب المستمر مدى الحياة للوصول إلى المستويات العالمية
فقد ورد في المبادرة رقم
١٣ ( نظام تعليمي شامل يوفر فرص التعلم النوعي للطلاب ذوي الاعاقة)
بمعنى شمولية النظام التعليمي لجميع الطلاب من أجل بناء مجتمعات التعلم
تعليقات
إرسال تعليق