مقال
الدكتورة أروى أخضر
المحافظة على موروثات التربية الخاصة.. مطلب ملح – التربية الخاصة
#التربية_الخاصة
مقال
أروى بنت علي أخضر يكتب: معادلة العرض والطلب في التربية الخاصة
#صحيفة_الحياة
المحافظة على موروثات
التربية الخاصة .. مطلب ملح
(معاهد التربية
الخاصة .. القلب النابض وتراث المستقبل)
إعداد
الدكتورة أروى أخضر
مشرفة عموم بالإدارة
العامة للتربية الخاصة بوزارة التعليم
بدأ التوسع الكبير في
الدمج التربوي بمفهومه الشامل عام 1417هـ عندما وضعت الأمانة العامة للتربية
الخاصة سابقاً استراتيجية للتربية الخاصة من عشرة محاور رئيسة تهدف إلى توفير
خدمات التربية الخاصة لجميع الطلاب من ذوي الاعاقة انطلاقاً من تحقيق أهداف سياسية
التعليم في المملكة ، التي نصت في موادها (54-57) ومن (188-194)
على أن تعليم المتفوقين والمعوقين جزء لا يتجزأ من النظام التعليمي, وترتكز هذه الاستراتيجية
في المحور الأول منها على تفعيل دور المدارس العادية في مجال
تربية وتعليم الأطفال غير العاديين (انطلاقاً من مبدأ أن
المدرسة العادية هي المكان التربوي الطبيعي للغالبية العظمى من الأطفال ذوي
الاعاقة) , أما المحور الثاني وهو (موضوعنا في هذه المقالة) هو توسيع دور نطاق
معاهد التربية الخاصة (لأن تفعيل دور المدارس العادية لا يلغي – بأي حال من
الأحوال – دور معاهد التربية الخاصة أو يقلل من أهميتها فهذه المعاهد تمثل موروث
هام للتربية الخاصة, وتمثل هذه المعاهد تراث ثقافي ومعالم أساسية عن تاريخ التربية
الخاصة منذ تأسيسها؛ غير أن التوجهات الحديثة في مجال تربية وتعليم الفئات الخاصة
تحتم على هذه المعاهد أن تتطلع بأدوار أخرى وفق التوجهات المستقبلية, وتتمثل هذه
الأدوار فيما أوضحه مؤسس التربية الخاصة معالي الدكتور ناصر الموسى - حفظه الله - في الآتي:
• استحداث برامج متخصصة بها لرعاية
وتربية الأطفال مزدوجي ومتعددي العوق وغيرهم من الأطفال التي يصعب على المدارس
العادية استيعابها, وهذا ولله الحمد متحقق من خلال فصول تعدد العوق بها .
• تحويل هذه المعاهد إلى مراكز معلومات وخدمات مساندة تقوم بتزويد برامج التربية الخاصة بالمدارس العادية بالخبرات والمعلومات والأساليب والوسائل والمواد والأدوات التعليمية لتمكن هذه البرامج من القيام بمهامها على الوجه المطلوب , وهذا ما أطمح أن يتحقق , إضافة إلى تقديم خدمات التدخل المبكر فيه .
• تحويل هذه المعاهد إلى مراكز تدريب
يتم من خلالها إقامة الدورات التدريبية المتخصصة للمعلمين والمشرفين التربويين
والإداريين الذين هم على رأس العمل .
كما ويمكننني أن أضيف من خلال تطلعاتي المستقبلية للنظام التعليمي وفق
رؤية المملكة 2030 الاستعانة بهذه المعاهد لتكون مجالاً من مجالات الاستثمار
التعليمي, من خلال تعزيز مفهوم "الورش المهنية" فيها لتكون "مدارس
مرتبطة بسوق العمل" , فهناك العديد من التجارب الناجحة التي تبنتهذا المفهوم ونفذتها
بعض ادارات التعليم ولكنها ما زالت تجارب فردية تحتاج منا التأسيس الرسمي لها
ودعمها بالمعدات والتجهيزات التي تحقق هدف الاستثمار, ومن هذه التجارب المحلية
يمكنني أن أستعرض البعض منها:
تجربة منطقة مكة
المكرمة: نشأت فكرة مشروع ورشة تصنيع الملابس بمعهد الأمل للصم للبنات بمكة
المكرمة عام 2012م من قبل الأستاذة ابتسام اللياتي معلمة مادة الاقتصاد المنزلي. حيث
تم افتتاح ورشة تصنيع للملابس بهدف تعليم الطالبات الصم بأسلوب مصنعي على أسس
علمية من خلال الورش المهنية الذي يساعد الطالبات على مهنة يستفدن منها في حياتهن
اليومية وتصقل مهاراتهن وتكون لهن بمثابة دخل .
تجربة إدارة
التربية الخاصة بمنطقة الدمام : انطلق مشروع "مركز الطموح والأمل لتأهيل
الطالبات ذوات الاحتياجات الخاصة لسوق العمل" في العام 1430هـ, حيث كانت
التجربة من قبل مديرة إدارة التربية الخاصة سابقا الأستاذة نادية المهنا الدوسري
وتمثلت رؤية المشروع في تحقيق الاستقلال الاقتصادي لذوات الاحتياجات الخاصة, بعد
تأهيلهن للمشاركة في التنمية الاجتماعية وفق امكاناتهن. وركزت الأهداف العامة
للمشروع على تهيئة الطالبات للانتقال إلى الحياة المهنية وتحقيق استقلالها, والعمل
على تحقيق التوافق الشخصي المهني للطالبة, وتزويدها بالمهارات اللغوية المتصلة
بالمجال المهني, وتعويد الطالبة على الالتزام بالواجبات المتوقعة منها تجاه الأسرة
والوطن, وتنمية الجوانب الشخصية والكفاية الاجتماعية المناسبة).
تجربة منطقة عسير : مشروع مركز بصمتي ابداع واتقان في إسكان طالبات
التربية الخاصة للبنات بأبها والتي كانت من فكرة الاستاذة فاطمة أبو حكمة عندما
كانت مديرة السكن الداخلي بعسير عام 1433هـ واستهدف الطالبات ذوات الاعاقة من جميع
الفئات ( صم ـ كفيفات ـ فكري ـ تعدد عوق ) من عمر 15 سنة وما فوق. ويعمل على تأهيل
وتدريب ذوات الاعاقة مهنياً " ؛ ممن أكملن دراستهن أومن لم يحالفهن الحظ في
مواصلة تعليمهن " في اكتساب الخبرات المهنية والفنية في المجالات المختلفة
للممارسة والاندماج في سوق العمل.
تجربة منطقة
جازان: مشروع "سيدة الأعمال" بالثانوية الخامسة: والذي يهدف لتأهيل
المتعلمات لسوق العمل بمبلغ بسيط جداً من الريالات , مما يؤهلها لحياتها
المستقبلية عندما تحتاج للتعامل مع سوق العمل, بدأت الفكرة في العام 1431هـ بإعطاء
كل طالبة مبلغ (30) ريال, وعلى المتعلمة خلال أسبوعين تنمية هذا المبلغ بطرق
مختلفة حسب مهاراتها في إيجاد طرق للربح , وكان البيع في المدرسة خلال الأوعية
الزمنية (الفسحة, وأثناء الأنشطة ووقت الانصراف) المتاحة وخارج المدرسة , وبعد
انتهاء الفترة المتاحة تحول رأس المال من (30) ريال إلى (3700) ريال أعطي لكل
طالبة (100) ريال .
معرض
"الأسر المرتبطة بسوق العمل" في الثانوية الثالثة للبنات بصبيا: والذي هدف
إلى الإسهام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية, وتطوير الحرف والصناعات المنزلية,
والمصنعات التقليدية والتراثية, وزيادة قدرتها التنافسية مع المنتجات الأخرى
المماثلة في السوق المحلية والعربية, ويهدف المعرض لدمج الأسرة في المجتمع, ورفع
مستوى دخلها وتفعيل دورها في عملية التنمية، وقد أنشئ معرض الأسر المرتبطة بسوق
العمل على شكل معرض مصغر يحمل الطابع القديم والتراثي بالتعاون مع تعليم صبيا,
وتضمن إنتاج المتعلمات من الأعمال اليدوية ومعرض التراث, واشتمل المعرض التربوي
على حوالي (70) مشروعاً تربوياً, وشاركت فيه المتعلمات, إضافة إلى العديد من
الأعمال التراثية واليدوية والمشغولات الفنية.
تجربة الثانوية 101 بمدينة الرياض " مشروعي في مدرستي": وكان ذلك من ضمن
خطة الإدارة العامة لنشاط الطالبات / مكتب التربية والتعليم غرب لعام 1431/1432هـ
وهو برنامج يستهدف طالبات المرحلة الثانوية , عبارة عن دليل علمي مبسط لتأسيس
المشروعات الصغيرة بمختلف أنواعها في المجال الفني والمهني, ويكمن الهدف العام
للبرنامج في المساهمة في تهيئة المتعلمة لسوق العمل.
تجربة المتوسطة
التاسعة والأربعين(49) بمنطقة القصيم (بريدة): أقامت
المتوسطة التاسعة والأربعون(49) معرضاً تسويقياً للمدارس المرتبطة بسوق العمل تحت
شعار "نتاج" كما شاركت الابتدائية السادسة والثلاثون ببريدة في هذا المعرض, وضم أكثر من (13)جناحاً ، وبمشاركة (40) مدرسةً, شملت مشغولات
متعددة من مهنٍ وحرف يدوية, وملابس التطريز والتشكيل والتصميم, والهدايا والتحف
الفنية, ومواد الكورشيه والرسم على الزجاج, وتزيين الشموع, والحرق على الخشب .
وقفة , ثم التفاتة حيال معاهد التربية الخاصة لأنها القلب النابض
وتراث المستقبل .. أتطلع إلى أن تستثمر لتكون فصولاً تقدم حصص التقوية للطلاب من
ذوي الاعاقة في الفترة المسائية لجميع الفئات المختلفة , وأن تكون مكان تحتضن
هواياتهم بمثابة أندية الحي وخصوصا لفئة الكبار منهم , ومن خلال هذه الرؤية
الطموحة يكون لدينا جيل منتج مزود بالمعرفة , والمهارة أيضاً لدرجة تمكنه من العمل, كما سنحقق مجالا لتوظيف
عدد من خريجي التربية الخاصة والاستفادة منهم
أتمنى أن أرى هذه المعاهد قلوب نابضة بالحياة لتؤهل الأشخاص ذوي
الاعاقة للدخول في سوق العمل.
تعليقات
إرسال تعليق